أهلي الزينين .. أهل التبروقة والإبريق .. أهل اللوح والدواية .. أهل المطمورة وأهل السعيه والمحويت .. نمد الأيد ونتسالم فوق ضل الضحى .. حبابكم ألوف أهل المدقاق والطورية .. أهل الجراري والمردوم .. أهل الساقية والنخيل والجروف .. أهل الدوبيت والمسدار .. أهل الكرم والجود مفردات لها طابع مميز في دواخلنا عشقناها وعرفنا كل معانيها .. تحمل بين طياتها موروث لدلالات ومعاني لأشياء كثيرة .. انه السودان أرض المليون ميل مربع تتعدد المفردات وتختلف اللهجات
وها نحن نبتعد عن الوطن ..وشاءت الأقدار أن نهاجر عن الأهل بعيداً .. وعشنا في عالم مزدهر بكل ألوان الحياة العصرية وكل مقومات الحياة ومباهجها في بلاد الغربة.. ولكن رغم ذلك نجد أن الإنسان السوداني يحمل كل موروثات الوطن وكل لوحات التراث.. لا يتغير عن أصله رغم مدخلات التغير ورغم بيئة ارض المهجر .. فحمل معه من أرض السودان الكرم الفياض وحمل البشاشة في لحظات التلاقي وبإنسانيته المعهودة لا يتنازل عن أصله أو لهجته.. فهذا هو الفخر .. ولنا العزة بتراثنا وقيّمنا التي لا تقبل التغير مهما ارتحلنا عن أرض الوطن.. ونحن خارج حدود الوطن سفراء لأرض السودان نحمل تلك القيم الرفيعة تاجاً على رؤوسنا يتلألأ .. وحملنا كل مفردات التراث وساماً يزين صدورنا. . ونرسمها أينما حللنا لوحات مشرقة على درب الزمان .. لوحات رسمت فينا بمداد الانتماء لأرض الوطن لا نستطيع إنزالها .. ولا يأتي عليها غبار النسيان مهما طال الزمن ... وعبر الشوق المندى بحب الوطن الممتد فينا عشقاً .. وشوقاً لشموخ النخيل.. وذرات الرمال .لتشابك الأبنوس وسلسلة الاماتونج .. عشق وشوق لأصالة التاكا وساحل الأحمر .. ارتفاع مرة وأغصان التبلدي . التحية لأرض الوطن .. وشعب السودان ..
ولسان حالنا ونحن خارج ارض الوطن يردد نحن في السودان نهوى أوطانا .. وان رحلنا بعيد نطرأ خلانا .. نطرأ جلساتنا في ضفاف النيل و القمر يحكي جمال الوطن . ودوماً على ضفاف الوطن يكون اللقاء.بكل مورثاته الثقافية وتراثنا السوداني الاصيل ..