[tr][td width="100%"]
بحور جديدة من الدماء تغرق جنوب السودان ، و حكومة الجنوب تتفرج !
تجددت وتصاعدت بأكثر مما يتصور المراقبون المواجهات القبلية الدامية فى جنوب السودان ، ففي اليومين الماضيين سقط ما يجاوز الـ(100) قتيل فى منطقة (دوك) بولاية جونقلي و عدد آخر من الجرحي و المصابين ، بعضهم من الجيش الشعبي و البعض الآخر من شرطة الجنوب ،أما الغالبية فمن المواطنين و على وجه الخصوص من أحد بطون قبيلة الدينكا.
و بحسب أنباء توفرت من هنالك فان قبيلة اللانوير قادت هجوماً يبدو أنه كان مخططاً على قبيلة الدينكا ، على خلفية خلافات و مواجهات سابقة، كما أكدت مصادر مطلعة فى جونقلي ان قبيلة اللانوير وبإيعاز من بعض قادة الجيش الشعبي ، قادت الهجوم لتحقيق مرامي و اهداف معينة لقادة معينين بالجيش الشعبي ، و لإثارة نزاع معقد فى هذه التوقيت يخدم قضية معينة رفضت المصادرالكشف عن فحواها فى هذه الاثناء .
و يقول شهود عيان هاتفتهم (سودان سفاري) من ولاية جونقلي ان الاوضاع على سوئها و خطورتها مرشحة للمزيد من السوء ، بعد ان تنادت قبائل الدينكا فى مناطق و ولايات اخري للثأر لنفسها و الأنكي من ذلك ان قبائل اخري تسعي لتسليح نفسها جيداً ، بعد ان استشعرت ان رقعة القتال فى طريقها للإتساع ، ويضيف شهود العيان - و بعضهم ينتمي لقبيلة اللانوير – ان المشكلة لا تخص قبيلة اللانوير أوالدينكا ، فهناك خلافات قبلية عميقة تعمل جهات فى الجيش الشعبي على تغذيتها ، وان قيادة الحركة الشعبية تتقاعس ربما على نحو متعمد عن التدخل لكبح جماح المتفلتين .
و ما من شك ان هذا الوضع الأمني المتفجر فى الجنوب بات أكثر مما يقلق ، فالمنظمة الدولية سبق و أن أبدت قلقها قبل اسابيع من امكانية ارتفاع حصيلة القتلي و الضحايا فى جنوب السودان جراء العنف المتزايد هناك ، و قد سجلت مضابط الامم المتحدة حتى الآن حولي 2500 قتيل سقطوا فى الفترة الماضية و حظيت منطقة جونقلي فيها بنصيب الاسد ،و لعل الأمر الاكثر اثارة للمخاوف ان حكومة جنوب السودان حتى الآن لا تبدو قادرةعلى احتواء الازمة و معالجتها نهائياً ، كما ان بعض قادتها يحاولون إلصاق تهمة اندلاع العنف على جهات بعينها كما سبق لأمين عام الحركة الشعبية باقان اموم ان فعل ، حيث ألقي باللائمة فى ازمة الاقتتال القبلي فى الجنوب على عاتق المؤتمر الوطني .
و من المؤكد ان الازمة الآن فى ظل هذا الكم الهائل الذى بات يسقط فى الجنوب تعتبر ازمة أمنية معقدة ربما تعيق عملية الانتخابات العامة المرتقبة فى السودان،و من ثم عملية الاستفتاء و ليس من المستبعد ان يكون هذا الوضع مناسباً لحكومة الجنوب الشديدة الحساسية تجاه العملية الانتخابية المرتقبة والباحثة عن أى مهرب اومخرج لها منها ، و ما يدعم ذلك ما أكدته وثائق قالت مصادر فى حكومة الجنوب انها لن تكشف عنها فى الوقت الراهن تشير الى عزم بعض قادة الجيش الشعبي إحكام سيطرتهم على مجريات الامور هناك، بحيث يغيب المناخ الديمقراطي تماماً وتصبح الامور كلها رهن مشيئة قادته .
وعلى ايةحال فان حكومة الجنوب فى حاجة لإعادة قراءة الوضع بعين ثاقبة و بقدر من المسئولية فمهما كان الأمر فان الدماء لا تصلح للمناورات و اللعب السياسي !
[/td][/tr][tr][td align="center"]
[/td][/tr]